من طرف سهام محمد نعمان الأحد 25 مارس 2012, 05:52
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لقد أبلغنا رسولنا الكريم أن يد الله مع الجماهة ، والأفكار حين تُطرح تجد لها الكثير من المستفيدين
أرجو من الله العلي القدير أن يديم علينا نعمة الأمن والاسلام
وسأضع بين أيديكم مساهمة بسيطة ، أرجو أن تحوز على اعجابكم
المكتبات وأثرها في الحضارة العباسية
شكلت المكتبات في العصر العباسي مركزاً هاماً من مراكز الإشعاع الحضاري, حيث شكلت الملجأ الأول لرواد العلم للاستزادة من العلوم والإطلاع على كنوز السلف مما دون من فكر علمي أو أدبي في الحضارة الإسلامية والحضارات الأخرى. وبغض النظر عن كون هذه المكتبات عامة أو خاصة, فإن ما أسهمت به لايمكن لباحث أن يغفل عن ذكره. فلقد انتشرت في قصور الخلفاء والأمراء, وبيوت العلماء والمسجد والمدارس, والبيمارستانات والربط, والزوايا والخانقاهات, والكنائس والأديرة, ومن هذا المعين نهل العلماء علومهم على مر العصور وأضافوا إليها الكثير من المصنفات العلمية والأدبية, فالناظر في تراجم بعض هؤلاء العلماء وما أنتجه فكرهم يجد كماً هائلاً من أسماء المصنفات التي استعانوا بها في تصنيفهم للعلوم, وهذه المكتبات قد انتشرت في حواضر العالم الإسلامي بشكل عام, وتورد الدراسات الحديثة والمصادر القديمة قوائم بأسماء المكتبات ومنشئيها, إضافة إلى ماجمعه العلماء من كتب شكلت لديهم مكتبات خاصة. أما المكتبات الملحقة بسائر المراكز العلمية فقد كانت متفاوتة الأحجام والمحتوى, واشتملت في معظمها على كتب نفيسة ونادرة ومتنوعة, بصرف النظر عن العلوم المنصوص في حجج وقفها على تدريسها فيها، كما كانت المدارس تحتوي على مكتبات متفاوتة في أحجامها حتى أن المدرسة البشيرية جُعل بها خزانة كتب وهي من المدارس اللطيفية. وقد كان أغلب الخلفاء العباسيين والعلماء والفقهاء والأدباء يتنافسون في جمع المخطوطات النادرة, والمصاحف, واحتفظ المماليك في قلعة الجبل بخزانة كتب جليلة القدر جمعت مجموعة ضخمة من الكتب الدينية والعلمية فكانت تضم الختمات الشريفة, والرقعات المنسوبة الخط, وكتب التفسير والحديث والفقه, واللغة، والطب, والأدبيات, ودواوين الشعراء, وكانت مكتبة قلعة الجبل تُعد من أشهر المكتبات. وقد كانت المكتبات الكبرى توضع تحت إدارة ثلاثة أشخاص: المشرف الأعلى ويسمى الوكيل, وأمين المكتبة ويسمى الخازن, ويسمى المشرف, وكانت هذه الأسماء تتغير مع الزمن بالنسبة لمختلف المؤسسات وطبيعتها ووظيفتها وحجمها, وتم المحافظة على هذا النظام الثلاثي, وإن كان هناك تغيير في أسماء المناصب. ولقد تولى إدارة المكتبات الإسلامية على مدار الأزمان رجال هم في ذروة مجتمعهم حسباً ونسباً, وعلماً وفضلاً, وأدباً وأمانة وصدقاً.